التحدي منبراً لتحقيق النجاح
ذكية الجدية شابة صمّاء ( 23 عاماً ) نجحت في الانخراط بسوق العمل لتحطم بذلك القيود الوهمية التي تحول دون دمج الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في المجتمع وحقوقهم في الحصول على فرص عمل متكافئة كغيرهم من الأشخاص دون الإعاقة.
أنهت ذكية تعليمها الأكاديمي في الجامعة الاسلامية تخصص تكنلوجيا الابداع، ثم بدأت تطرق أبواب التقدم للوظائف القليلة المتاحة في الشركات والمؤسسات المحلية التي تتناسب مع تخصصها ولكن دون جدوى، فكل المعيقات والحواجز كانت واضحة وتنصب حول كونها صمّاء وغير قادرة على التواصل مع الاخرين بشكل جيد.
فكرت ذكية بأن تتبع خُطى حبها لفن الطهي واعداد المعجنات التي طالما أحبّت إعدادها بالمنزل، فالتحقت بدورة فن الطهي التي نفذتها جمعية أطفالنا للصم ضمن مشروع " تمكين الفتيات الصم في قطاع غزة" الممول من القنصلية الفرنسية والذي يضمن توفير فرص عمل مؤقتة مدفوعة الأجر لجميع المستفيدين في العديد من المطاعم المحلية.
خلال الدورة التدريبية تميزت ذكية بكونها نشيطة ومثابرة ولديها القدرة على إعداد أشهى المأكولات بحرفية عالية وملفتة للأنظار.
بعد انهائها الدورة التدريبية حصلت على فرصة عمل بإحدى المطاعم فقالت متحمسة "أنا سعيدة جداً لأنني حظيتُ بأول فرصة عمل، سأقوم الآن بتطبيق ما تعلمته بالدورة التدريبية انها فرصة رائعة!".
بدأت العمل في المطعم بذات النشاط والمثابرة في تنفيذ المهام الموكلة إليها، نجحت في تكوين علاقات اجتماعية جيدة مع زملائها في العمل وكانت تبادر دائماً لتعليمهم لغة الإشارة.
يقول السيد بهاء أبو شعبان المسؤول المباشر لها "ذكية شابة مبدعة ومفعمة بالنشاط، التزامها ومبادرتها للمساعدة هو ما يميزها. انها تقوم بتنفيذ مهامها بشكل جيد". وأضافَ قائلاً " إن مهاراتها في إعداد الأطعمة بسرعة وكفاءة تزداد يوماً عن يوم، لذلك قررنا بأن تستمر معنا بالعمل لمدة أطول".
تمكنت ذكية من ابراز الوجه الحقيقي للأشخاص ذوي الإعاقة، ونجحت بالحصول على فرصة عمل لتساهم في توفير قوت عائلها مرتكزة بذلك على تحديها للواقع والدعم الذي تلقتّه من جمعية أطفالنا للصم لتؤكد مدى كفاءة وإبداع الأشخاص ذوي الإعاقة وأن اطلاق العنان لمواهبهم تقف على حافة ايجاد الفرصة.
شارك الخبر: