لا حدود للأمنيات ولا سقف للتوقعات ضمن المجتمع الشمولي
الطفل الأصم مروان أبو زيد ( 12 عام ) يعاني فقد سمع شديد يتفوق على نفسه ويحقق نجاحاً ملموساً بعد دمجه في مدرسة لولوه القطامي الحكومية، وذلك في إطار سعي جمعية اطفالنا للصم لتطبيق النهج التعليمي الشامل.
مغادرة نطاق الأمان وخوض تجربة مليئة بالتحديات لم يكن سهلاً على مروان، كان خائفاً بعض الشيء يملأه الشك فيما لو كان هذا العالم المليء بالأطفال الناطقين من مختلف الأعمار قادراً على تقبلّهِ أم لا.
اعتمد في بداية الأمر على تركيزه العالي في فهم شرح المعلم، وأتاح له جلوسه في المقعد الأول سهولة طلب إعادة المعلومة في حال احتاج ذلك. كان يدوّن ملاحظات المعلم بدقّة ويراجع دروسه أولاً بأول.
حين اقترب موعد الامتحانات بدا مروان قلقاً للغاية فهناك الكثير من المصطلحات العلمية التي يصعب عليه استيعابها، مما اضطر معلمهُ اللجوء للغة الاشارة كوسيلة لتبسيط عملية الشرح وساعده في ذلك تدريبات لغة الإشارة التي تلقّاها سابقاً حتى يتمكن من التواصل معه.
احتاج مروان لأن يبذل مجهوداً مضاعفاً في حل أوراق العمل التي ملأت حقيبته المدرسية، وكان يقضى معظم أوقاته منهمكاً في التدقيق، المراجعة، التحليل، وفهم الدروس.
أكد معلمه بأنه حريص جداً على أداء واجباتهِ المدرسية، كما أن شغفهُ للتعلم جعل منه طالباً لا تخلو جعبته من التساؤلات مما سهّل عملية اندماجه تعليمياً مع زملائهِ الناطقين.
هذا الطالب الذي يمتلك شخصية فذّة ولطالما عُرفَ بين زملائهِ بالملهم، تعلّم جيداً كيف يصمد عندما يُخفق وكيف يتحلى بالصبر ويثابر من أجل النجاح.
يقول مرشد المدرسة، في بداية الأمر هدوء مروان شكّل عائقاً أمام تكوينه علاقات جديدة، لكن بعد مرور شهر من الفصل الدراسي أصبح أكثر انفتاحاً وثقة، لقد استثمر بقايا سمعه جيداً وبدأ يتواصل مع زملائه ومعلميه بواسطة اللفظ إلى جانب لغة الإشارة.
حين قام طاقم عاملين أطفالنا بزيارة المدرسة التي التحق بها مروان، ارتسمت على شفتيهِ ذات الابتسامة الغضّة التي طالما اعتدنا عليها، وبدأ يسردُ متحمساً تفاصيل تجربته بدءً من التحدي، وصولاً بالمثابرة واتباع شغفهِ وانتهاءً بتحقيق النجاح.
قال مروان " لقد أحببتُ وجودي هُنا والتواصل واللعب مع زملائي الجُدد، يُساعدني ذلك على تنمية أفكاري وقدرتي على النطق"
يُذكر بأن مروان كان طالباً في مدرسة جمعية أطفالنا للصم التي مثلت له الحصن الآمن منذ التحاقه بصفوفها لمدة 6 سنوات دراسية، لقد كان يمثل أيقونة الطالب المجتهد الذي يُحتذى بهِ، من يصعد سلّم النجاح ثابتاً مرتكزاً على ذكائه، مثابرتهِ، وظلال أحلامهِ الصغيرة.
شارك الخبر: